الأحد، 1 يونيو 2008

المحاورة الثالثة: التعليم للمهنة


 

معلم أ:

لعل من أفضل أنواع التجهيز للحياة العملية هو التعليم الجامعي الجيد والحصول على درجة البكالوريوس، حيث يؤكد كثير من المسؤولين عن إدراة الموارد البشرية في الشركات والإدارات المختلفة أنهم في بحث دائم عن المتميزين من حملة درجة البكالوريوس من جامعات محترمة بغض النظر عن تخصصاتهم الدقيقة، ماداموا قد تخرجوا من الجامعة بمعدلات مرتفعة. ذلك أن هذه البرامج المتميزة تعلم القدرة على التفكير، كما القدرة على التعبير الجيد عن هذه الأفكار، وهذا في الواقع ما يبحث عنه سوق العمل اليوم.

معلم ب:

لست متأكداً من أن أربعة أعوام في كلية من الكليات ضرورية لتعلم التفكير الصحيح، ولإنتاج فرد قادرعلى أن يعبر عن أفكاره. نظرتي للتعليم الجامعي أنه وسيلة أخرى من وسائل النخل والتصفية الأخرى للطلبة، كما أنه يعبر عن حاجز طبقي آخر مهمته حصر فرص العمل الجيدة وحرفها وتوجيهها لأولئك القادرين على توفير ما يلزم للحصول على التعليم الجامعي المتميز. ومن ناحية أخرى، ألا يحتاج جندي المرور والشرطي إلى القدرة على التفكير؟ ولكننا مع ذلك لا نطلب من مثله الحصول على درجة جامعية "متميزة"!

معلم أ:

حسناً، ولكن من المتفق عليه أن الوظائف المهمة في الشركات والمؤسسات تتطلب نوعاً من الموظفين المتميزين علمياً والمثقفين اجتماعياً، من النوع الذي لديه القدرة على التعرف والتعامل والتفاعل مع الأشخاص المهمين في مجال العمل، وهذه كما لا يخفى من أهم المهارات التي يكسبها لطلابه التعليم الجامعي المتميز.

معلم ب:

ها أنت تؤكد ما قلته سابقاً، أن التعليم الجامعي ليس عبارة عن تعلم معارف ضرورية للوظائف المهمة، ولكن هو لتعلم عادات وتقاليد الطبقات الاجتماعية العليا ليس إلا.

معلم أ:

لا، هو ليس كما ذكرت. في التعليم الجامعي المتميز تتاح الفرصة من خلال المواد المختلفة لدراسة الآداب العالمية، والتثقف حول مختلف القضايا والفنون، نوع من التعليم ينمي الشخصية الحضارية الراقية في داخل الطالب، ويجعل من حياته – من الناحية الإنسانية والفكرية- أكثر ثراءً.

معلم ب:

حسناً، إذا كان الأمر على ماذكرت، لماذا لا نوفر هذا النوع من التعليم للجميع؟ لماذا يسير البعض – باختيار قهري- للتعليم المهني والفني؟ ومن ناحية أخرى، ألن يكون من الأفضل لو وفرنا هذا النوع من التعليم لرجال المرور والشرطة ليكون أكثر إنسانية ورقياً- كما تزعم- ؟

هناك 7 تعليقات:

h h يقول...

إذا افترضنا صحة ما يقوله المعلم الأول حيث لا أهمية للتخصص الدقيق في التعليم الجامعي ؛ فإننا بإزاء حالة من البطالة المقنّعة وثمّة مجالات معرفية لا يمكن للإنسان الوصول إليها إلا من خلال الدراسة الدقيقة كالمجالات الطبية مثلاً .
أما ما وقع فيه المعلم الثاني حين رفض التعليم الجامعي لكونه إضافة للتصنيفات الطبقية ؛ فلا يمكن أن نفترض أن الجميع يمتلك القدرة في الحصول على التعليم الجامعي ولكن الواجب توفير مقعد لكل راغب ويجب أن يتحمل تبعات قرار مواصلة دراسته من عدمها .

ahmad almarhabi يقول...

لا يعقل أن يكون التعليم الجامعي بوضعه الحالي هو أفضل تجهيز للحياة العملية كما يذكر معلم أ إنما إذا كان يؤهل الطالب بشكل منتج كما يتطلبه سوق العمل عندئذ نقول أنه كذلك ولكن الحاصل أنه تعليم قائم على الحشو والتكرار ومناهجه تقليدية لا تساعد ولا تؤهل الراغبين لمنافسة سوق العمل فضلا عن احتياجات ومتطلبات عصرنا الراهن لا بد من العمل على جعل الجامعات مراكز تأهيل للعمل المستقبلي

Unknown يقول...

من المحاورة أرى أن المعلم أ فلسفياً براجماتي حيث يفضل الطلاب المتميزين من درجة البكالوريوس بغض النظر عن تخصصاتهم الدقيقة ولكن لديهم القدرة على التعرف والتعامل والتفاعل مع الأشخاص ولديهم القدرة على التفكير , واجتماعياً وظيفي لحواره الواضح المعبر عن الحقائق التي اكتشفها ويرى أن المجتمع هو الذي يقود التغيير ويتحكم به . أما المعلم ب فلسفياً واقعي حيث يرى أن التعليم الجامعي وسيلة من وسائل النخل والتصفية وهذا يحتاج إلى مقاييس , واجتماعياً مزيج بين التفسيرية التأويلية والصراعية حيث يرى أن التعليم الجامعي يعبر عن حاجز طبقي , وحواره يعتمد على صنع الحقائق ويتضح منه أن المجتمع والتربية هما اللذان يقودان التغيير ويتحكمان به . والمعلم أ في نظري هو الأقرب إلى الصواب لأن أربع سنوات في التعليم الجامعي أعتقد أنها كافية لإعداد الشخص المتميز القادر على اتقان عمله في أي تخصص ولكن ذلك يعود إلى مدى كفاءة أعضاء هيئة التدريس والمناهج التي تقدم لطلبة الجامعة .ووجهة نظري الشخصية أن التعليم يجب أن يحقق هدفه الأساس وهو إعداد الفرد الصالح من جميع النواحي ثم بعد ذلك يعد التعليم الأفراد للمهن التي يستحقونها كل حسب استعداداته وقدراته , فكل مرحلة من مراحل التعليم لابد أن تقابلها مهنة من المهن مناسبة لمستواهم التعليمي في المرحلة التي وصلوا إليها وهذا يقضي على البطالة ويحقق تكافؤ الفرص ويجعل كل أفراد المجتمع عاملين ومنتجين .

مجرد رأي يقول...

لعلني أميل إلى رأي المعلم أ في انه لابد من توفر قدر كافي من التعليم لبعض الوظائف المهمة في المجتمع بينما لا نطلب ذلك في وظائف أخرى ، و اتفق مع المعلم ب بتوفير التعليم لكل راغب به . فكيف نوفق بين الموقفين ، الأمر بسيط إذا توفرت الرغبة و القدرة على مواصلة التعليم يجب علينا عدم الوقوف عائقاً في طريق هذا الفرد . ويمكن معرفة القدرة على مواصلة التعليم من خلال الاختبارات التي تقيس إمكانيات الفرد . و بذلك نكون قد قدمنا للمجتمع خدمة كبيرة ، اعددنا فرد متمكن يستطيع خدمة المجتمع في مجال تخصصه ، وحققنا رغبة الفرد في مواصلة الدراسة . انه من الخطأ عدم توفير الفرص للراغبين في مواصلة الدراسة فالعلم أداة لتطوير الفكر مما يعود بالنفع على المجتمع ككل . و اكبر دليل على ذلك برنامج الملك عبدالله للابتعاث الذي سنجني منه في المجتمع السعودي فوائد عظيمة في السنين القادمة .

عيسى يقول...

معلم أ هذه الرؤية هدفها تلبية حاجات المجتمع على حساب حاجات أفراده لأنه ليس باستطاعة كل فرد أن يتاح له القبول في التعليم الجامعي ، وبذلك تكون أقرب إلى نظرية المدرسة الوظيفية التي تؤمن بأن الفرد لا يعتبر جزءاً مكوناً في البناء ولكن أعضاء المجتمع من حيث هم أشخاص يدخلون كوحدات في هذا البناء الوظيفي وبالتالي تكون النظرة الكلية للمجتمع باعتباره نسقاً يحتوي على مجموعة من الأجزاء المتكاملة . وتكاد تقترب هذه الرؤية من الفلسفة البرجماتية لأن من أهدافها مساعدة الطلاب ليصبحوا ذا قيمة اجتماعية في الحاضر والمستقبل ، ولا يرون التعليم في معزل عن التعلم أي أن التعليم والتعلم (الخبرة) في تفاعل يتضمن المهارة والفن والذكاء , معلم ب هذا الرأي باعتقادي يميل إلى نظرية الصراع لأننا إذا حصرنا فرص العمل الجيدة ووجهناها للقادرين على توفير ما يلزم للحصول على التعليم الجامعي المتميز نكون بذلك قد ضيقنا الخناق على الآخرين الذين لا يستطيعون الالتحاق بالتعليم الجامعي لأي سبب من الأسباب ، ويطابق تماماً أفكار الفلاسفة البرجماتيين لأن التمييز والقدرة على تعلم التفكير الصحيح كلها نتائج تنعكس على الخبرات الإنسانية في حدود البيئات الاجتماعية والبيولوجية والتعليمية التي يتبادلون التفاعل في دوائرها على أساس مستمر أي دون أن يكون ذلك مقيد بوقت معين.

Unknown يقول...

أرى أن المعلم ( أ ) له نظرة فلسفية ( براجماتية ) وذلك لأنه أهتم بإكساب المتعلم مهارات اجتماعية وهذه من أولويات المنهاج في المدرسة البراجماتية أما اجتماعياً اعتبره (وظيفي) وذلك لأنه مهتم بالمجتمع ويظهر ذلك من قوله " هو في الواقع ما يبحث عنه سوق العمل اليوم " ، أما المعلم (ب) تغلب عليه نظرة فلسفية ( مثالية ) وذلك يظهر في حصر فرص العمل بطبقة ما وهم القادرون على توفير ما يلزم ، أما اجتماعياً فهو ينتمي لنظرية (الصراع) لأن هدف التعليم الجامعي لديه هو النخل والتصفية للطلبة وهذا يعبر عن حاجز طبقي آخر مهمته حصر فرص العمل ، ورأيي أن التعليم الجامعي يعلم التفكير عندما تسانده بعض البرامج المناسبة لتعليم التفكير ، كما أن جندي المرور والشرطي يحتاجان في رأي للتعليم الجامعي لكنهما أقل حاجة من الطبيب والمهندس والمدرس ولأن التعليم الجامعي لا يستوعب بصورته الحالية كل الأفراد ، فيمكن أن نجعل هؤلاء الفئات في أواخر المهن التي تحتاج إلى التعليم الجامعي .

مسفر السليمي يقول...

أنا لا أتفق مع رأي المعلم ( أ ) بقوله أن التعليم الجامعي أفضل أنواع التجهيز للحياة العملية بغض النظر عن التخصصات الدقيقة ، فلو اشترط التخصصات الدقيقة لكان أقرب إلى الصواب ، كما أن ليس جميع المهن تحتاج إلى ثقافة اجتماعية عالية إذ لا تحتاج بعض المهن أكثر من ميول شخصية وبعض التدريبات المهنية التي تساعد على التمكن من المهنة ، أما عن تساؤلات المعلم ( ج ) فأرى أن عدم توفير التعليم الجامعي للجميع بما فيهم رجال المرور والشرطة يكون بسبب نقص إمكانيات الاستيعاب لجميع المتقدمين فتكون المفاضلة بناءً على نتائج الاختبارات والمقاييس التي تكشف عن مدى جدوى التحاق كل فرد متقدم للدراسة الجامعية كما أن قبول بعض الطلاب الغير قادرين على مواصلة الدراسة فيه هدر لطاقاتهم ووقتهم وضياع فرص القادرين على المواصلة ، أما التعليم المهني والفني فهو بديل يساعد المنتسبين له على اختيار المهنة التي تناسب ميولهم وقدراتهم العقلية والجسدية كما أن المجتمع بحاجة لمثل هذه المهن لتتكامل حاجات المجتمع .